لا اعتقد ان هناك كائن ما مشوه الفكر مثلى كى ينقطع فترة طويلة عن الكتابة وحينما يكتب من جديد يكتب بسبب انقطاع الكهرباء .
الان اكتب على ضوء كشاف من تلك الكشافات التى تعمل عند انقطاع التيار الكهربى او ما يطلقون علية
emergency light
اتمتع جدا باللحظات التى ينقطع فيها التيار الكهربائى .. يكف صوت هدير جهاز التكييف عن اختراق اذنى .. يكف التلفاز عن اصدار تلك الاصوات التى تتكلم فى اللاشئ عن اللا شئ .. يكف الهاتف اللاسلكى عن اصدار ذلك الضوء الاحمر الذى امقتة الذى يمزق دوما الظلام المتجانس للحجرة مهما اظلمتها .. تكف الساعات الرقمية فى جهاز الفيديو وجهاز الريسيفر الخاص بالدش عن الاضاءة وتكف عن اختراق ظلام حجرتى التى لا تعرف الظلام المتجانس الا فى لحظات انقطاع التيار الكهربى .
كائن غريب انا .. ادرك ذلك .. لم اعرف انثى تعشق الظلام مثلى .. وربما لم اعرف رجلا كذلك يعشقة .. الكل يبحث عن الامان .. يبحث عنة فى ضوء شمعة .. فى نور كشاف صغير بالبطارية ..الا انا اعشق الظلام .. اشعرة كائن بكر .. موجود دائما ولكن تصر الاختراعات البشرية اللعينة دوما على تبديد نقائة .. لذا فى تلك اللحظات القليلة التى يمنحها لى انقطاع الكهرباء .. القى بنفسى بين احضان الظلام .. اشعر بالامان التام .. الهدوء ..اتمنى ان يطول الظلام .. اتمنى ان تتأخر عودة التيار الكهربى ..ظلام دامس تام ..ربما يمنحى الامان لانة يذكرنى بظلام رحم امى .. الذى منذ ان فارقتة لا اظن انى حظيت بلحظة امان بعدها .
هدووووووووء ........ امااااااااان .. لا اشعر ولا اتمنى ان اشعر فى هذا الوقت باى شئ .. الا بيد حبيب تعتصر كفى فى رقة .. او ان اشعر انفاسة الدافئة على وجهى .. اتنفسها بعمق واحبسها برئتى الى الابد .
امد يدى فى جنح الظلام .. المس وجنتة فى رفق .. اااااااااااااة امنيتى الخفية تلك .. لو يسمح لى القدر بتحقيقها .. المس وجنتة .. تنهيدة عميقة من اعماق قلبى وانا اتخيل تحقق امنيتى تلك .
امد يدى لاداعب خصلات شعرة فى حنان ورقة .
أ ... انقطع حبل افكارى .
عادت الكهرباء .