Thursday, February 18, 2010
كلمات .. ما قبل التلاشى
انكمش يوما بعد يوم بداخلى .. انزوى فى احد اركانى .. بلا رغبة فى اى شئ الا مزيدا من الانزواء .. الانكماش .. حد التلاشى .
اتضاءل .. اكثر واكثر .. رغبة فى الاختفاء منهم .. لا اريد ان يرونى .. وللدقة لا اريد ان اراهم .. اسمعهم .. او اشعر بانفاسهم الوقحة تلوث الهواء حولى .. وبداخلى !
انا على يقين الان انى لم انتمى ابدا .. ويتعالى يقينى اكثر ليخبرنى .. اننى لن انتمى ابدا
انا لا انتمى اليهم .. لا انتمى اليكم .. ولن انتمى .
لا اظن انى افضل .. لا اظن انى اسوء .. ببساطة انا اختلف .. عنكم .. عنهم .
والحمقى فقط .. ظنوا ان اختلافى يعنى انى ارانى الافضل .
اختلف تعنى ذات الكلمه .. فقط .. انى اختلف .. انا مختلفة ... ولم اجد بعد القطيع الذى انتمى اليه .
لست افضل منكم .. ولست اسوء .. انا فقط وببساطة .. لست منكم .
ترهقنى اصواتكم الحقودة الهامسة او المرتفعة .. عيونكم التى تقطر سما يتخفى ببراعة خلف نظرات عابرة .
افكاركم التى تدور بجماجمكم .. اسمعها .. واكرها .. تبدو كدوى طبول جنائزى فى راسى .. اكاد اجن .. ويمكننى ان اقسم بصدق .. انى حقا .. اكرهها واقرأها كذلك .." مرغمة انا على ممارسة تلك اللعنة "
ازداد غوصا بذاتى يوما بيوم .. فلم اعد اثق بسواى يحتوينى .. وحقا لم اجدنى الا بداخلى فقط .
ابتعد .. انزوى .. او اغرق .. لا فارق .. طالما ذلك يعنى اختفائى عنهم .. او اختفائهم عنى ..فلم تعتد عيناى على ان ترى كل هذا القبح .. " ابتعد اكثر .. هكذا افضل"
مرهقة حقا من المناقشات الفارغة .. ومن نظرات الاتهام التى تتخفى خلف ابتسامة .. ومن بشر نصبوا انفسهم الهه ليحددوا معاير الخطأ من الصواب .. وتناسوا انهم اكثر الناس خطئا ..بل وجهلا كذلك .
تعبت اكثر من كلمات جارحة تلقى كمزحة ولكنها لا تحمل الا الطعنات بداخلها .
تعبت من بشر رسمونى باجنحة الملائكة وهالات القديسين " شرف كنت دوما رافضة - بل كارهة - ارتدائة "
وذات البشر يرسمون لى الذيل المدبب .. وارجل الجدى .. بينما يمنحوننى الابتسامة..و يخلعون عن الذئب انيابة و ويضعون عليه ثياب القديسين .. ظنا منهم انى لا ارى ما يفعلون .. " ليتنى فعلت حقا "
تعبت من معايرهم المزودجة القبيحة التى تحيل الكل عداهم ابالسة .. بينما الابالسة قد يتواروا خجلا منهم .
الكل يتظاهر .. الكل يتحدث .. بينما انا انعزل اكثر واكثر.. واغلق فمى اكثر واكثر .. واصم اذنى اكثر واكثر.. فما عدت قادرة على تحمل المزيد من القبح .. وما عاد هناك فارق.. " اعلم ان النهاية اقتربت "
يوما بعد يوم اتحول الى قوقعة بشرية ..تحتمى من العالم الخارجى بقشرة هشة للغاية لا تستطيع ان تمنع القبح المحيط عن تحطيمها .. لكنها تحتمى بها على الرغم من كل شئ .. تنعزل .. تختفى .. وتتضاءل .. حتى التلاشى ..يوما !
Subscribe to:
Posts (Atom)