صحوة

شكر خاص الى Ahmed Shokeir

لانه تسبب فى نشر هذا البوست من جديد بعد ان كنت قد قمت بحذفه

الف شكر

اختيار

--- ---------

كعادتى صامتة .. انظر حولى فى السوق المزدحم .. اصوات كثيره زاعقه .. ابتسامات هادئه تخفى خلفها الكثير .. اشارات بالايدى للتقدم ومشاهدة البضائع .. كل من البائعين ينادى على بضائعه بطريقته .. اتأمل اليضائع الكثيره المصفوفه بطرق مخصوصه لابهار المشترى واغرائه على التقدم للشراء

دخلت السوق فقط تحدونى رغبه بالمشاهده .. ولم تكن بى ابدا النية للشراء !.

فقط اتأمل البائعين .. بضائعهم .. اسلوب عرضهم للبضاعه .. نوع من تمضية الوقت ليس اكثر !

لا انبهر بالكثير من البضائع المعروضه .. كلها متشابهة الاشكال والالوان .. فقط تختلف اشكال البائعين وطرق عرضهم .. لكنى لا المح قطعه واحده اصليه وسط كل المعروض رغم غزارته .

لا اتوقف كثيرا .. فانا هنا فقط لتمضية الوقت .. لا ابحث عن شئ او ارغب فى الشراء .

قرار

--- -------

فى ركن قصى من السوق .. المحه .. فى عالم خاص يبدو انه يحيا به وحده .. لا ينادى بصوت زاعق .. لا يوزع ابتسامات زائفه ..بل هو الى الحزن اقرب .. ولا يشير الى بضاعته ليغرى الناس بالتقدم .. شئ مبهم مجهول الهويه يجذبنى الى هذا البائع .. من قبل ان ارى بضاعته او اعلم ما يعرضه .. انجذبت اولا الى وجوده الانسانى والغلاله الرقيقه من الحزن التى يحيط بها نفسه .. اتجهه اليه كأن قوى كونيه ما تجذبنى باتجاه .. يقطع على الطريق احد الباعه .. وفى عينيه خبث ما لا ادرى مصدره .. يحذرنى قائلا : " نصيحه لا تشترى من هذا البائع.. صغير السن هو .. متقلب .. وبضاعته كلها يصنعها بنفسه .. ولا يقبل استبدالها مهما اظهرت من عيوبها .. ابحثى عن بائع اكبر سنا واكثر خبره .. انا ابن السوق وادرك تقلباته .. هذا بائع لا يناسبك "

ابتعد فى صمت وان كنت لم اقتنع تماما .. لكنى راجعت نفسى وقلت .. انا لا اعلم عنه شيئا ولا عن بضاعته .. فقط اعتمدت على احساسى وغريزتى .. واتذكر كم خذلانى مؤخرا .. فابتعد .. واحاول ان اقنع نفسى .. انا فى اشد الغنى عن خسائر اخرى .

شراء

-- ---------

المح بائعا اخرى .. لا يصنف بضائعه .. وتكثر عنده انواع البضاعه وتتعدد .. ويجلس بركن خاص به فى السوق .. يبيع كل شئ واى شئ .

بضائعه لامعه .. وكل منها يحمل ورقة للتعريف بالبضاعه .. وكيفيه استخدامها .. ومصدرها .. باسلوب شيق ومغرى للغايه وبضائعه هى الاخرى من صنع يديه وان استقى افكارها من اماكن مختلفه .

انجذب بشده لهذا البائع بسبب .. عرضه المنظم .. المتفرد ..لبضائعه .. بأسلوب لم اقابله من قبل لدى اى بائع سواه . اكرر لنفسى .. لابد انه يمتلك عقلا واعيا .. متميزا للغايه .. يختلف عن عقول باقى البائعين .

يلمح نظرتى له ولبضاعته .. يدعونى للتقدم .. تحاورت معه كثيرا .. وجدته يمتلك بالفعل عقلا واعيا .. وذكاء فطريا .. اقنعتنى كلماته .. فقررت الشراء .. اشتريت كل ما يملك من بضائع بكل ما املك من مال وكنت سعيده بها

اهانة

----- -----

تركت السوق .. وعدت الى المنزل .. وافكار البائع تملأ عقلى .. وبضائعه تملأ يدى .. قررت ان اذهب غدا الى السوق من جديد

ومع بزوغ الشمس .. كنت اقف امامه .. اجده لا يتعرفنى مطلقا .. وكأننا لم نكن نتحدث ونمرح ونتناقش معا بالامس .. وجدته منشعل بأنثى اخرى .. يبيعها بضاعته .. وحينما طلبت منه المزيد من البضاعه .. قال لى بوجهه متجهم .. لقد ابتعت كل شئ بالامس .. لم اعد املك ما ابيعك اياه !

انتبهت الى شئ لم انتبهه له با لامس .. . لم انتبه الى كونه طفلا .. وان لم يملك الحضور الانسانى الطاغى والروح المرهفه الحزينه التى لمحتها فى البائع الذى سبقه . مجرد انسان يملك عقلا منظما .. واسلوبا شيقا لطرح البضاعه .

فربما كان كل ما يبغاه من يوم امس .. هو المال.. وليس تكوين زبون مستديم !

حلم

----- -----

لسبب ما مع انهمار دموعى من الاهانه .. اتذكر البائع الاخرى .. اجد قدماى تسوقانى بأتجاهه ركنه الهادئ بالسوق .. لكنى لا اجروء على الاقتراب .. رغبه قويه تجتاحنى فى ان اقترب منه .. اقف على مرمى بصره .. ولا اتقدم اكثر .. ولا ابتعد.. يرفع يده من على جبهته .. وكأنما شعر بالنداء الصامت .. وفى هدوء .. ودون صخب .. تلتمع عيناه فى رقه طاغيه ..عيناه تحملان كل الاحاسيس .. لا استطيع ان ابتعد عن مغناطيس عينيه .. يقترب .. فلا اتحرك خطوه واحده للامام او للخلف .. يقترب .. ويحيطنى بين ذراعيه .. بلا كلمه او اتفاق.. تبلل دموعى كتفه .. يحتوينى بقوه اكثر .. وحنان اكبر .. ودون كلمه واحده .. يبتعد كلانا عن عالم السوق .