هذه الصوره من
هذا الموقع
مشهد :
فى ذات الطريق الذى اسير به يوميا .. يجذب انتباهى مشهدا ما غير مألوف .. تجمهر كبير لعدد من الناس .. يلتفون حول جسدا انثويا مقيدا الى عمود خشبى .. بأسفله كومة من القش .. اصوات الناس تتعالى .. تغدو اكثر وضوحا .. يتناهى الى سمعى الكلمات الاتيه
" احرقوا الساحره ... احرقوا الساحره "
ويقذفونها بماتطوله ايدهم من حجارة او قذارة .
حيرة :
تتردد الجملة فى ذهنى بقوة
" احرقوا الساحره "
اتذكر محاكم التفتيش الاسبانيه و قريه سيلم الامريكيه التى كان فقط يكفى ان تتهم انثى بممارسة السحر حتى يتهم قتلها حرقا او غرقا
اكاد اجن .. محاكمة ساحرات فى القرن الحادى والعشرين !!!
اقترب اكثرمن موقع الفتاة الناس تصتصدم بى واصطدم بهم ويبدو كأن لا احد يرانى او يشعر بوجودى..
احاول ان استفسر من احدهم عن تهمة الفتاة او ماذا يحدث .. لكنه يمضى فى طريقه كأنه لا يرانى ..
اتلفت حولى .. وصراخ الناس يتعالى " احرقوا الساحره "
اجد ملابس الناس تتغير فى سرعه غريبه من اربطة العنق والسترات والملابس العصريه الى ملابس تعود الى قرون مضت .
الوحيده التى لم يصيب ملابسها اى تغير .. هى انا .. والفتاة على العمود الخشبى .
اقترب اكثر من موقع الفتاه .. استطيع الان ان اراها بوضوح الى حد ما .
اشعر انى رأيتها من قبل .. لا اعلم متى او اين .. فقط تبدو لى مألوفه بشده .
المح اسقل عمودها الخشبى .. النصى الاتى
" محاكمة ساحره .. اتهمت بالتلاعب بمجرى القدر وتغيير وتيرته الثابته .. حتى تحيا مع من تحب .. متحدية بذلك جميع القوانين .. لذا وجب الحرق "
ارفع وجهى وانظر للفتاه .. المح فى عينيها استسلام غريب .. ممتزج بكبرياء حزين .. كأنما هى راضية عن نهايتها هذه او توقعتها بصورة او بأخرى .
تنظر الى تترقرق الدموع فى عينيها وتنزلق فى صمت على وجهها .
انا اعرف هذه الفتاه حتما .. من هى ؟ واين حبيبها هذا الذى تحدت القدر من اجله ؟
لماذا لا يخلصها او حتى يقبع بجانبها فى لحظاتها الاخيرة ؟
اكاد اجن .
يقترب احد المتجمهرين من الفتاة .. يسكب على جسدها سائل ما .. وعلى القش اسفل قدميها
اقترب منه واصرخ فيه .. هى لم تفعل شيئا .. ما هذا الذى تفعله .. هل الحب جريمة يعاقب عليها ؟ هى فقط احبت !
لا يلقى لى بالا .. ويأتى بشعله يقترب بها من القش اسفل قدمى الفتاه .
الهتفات تتصاعد فى نشوة " اقتلوا الساحرة .. احرقوها "
تشتعل النيران اسفل قدميها .. تتوهج .. وتبدأ فى الاشتعال فى النصف الاسفل للفتاه.. وهى لا تصرخ او حتى يبدو عليها الالم .. فقط دموع تنهمر كالشلالات على وجهها .
يدور بذهنى نحن حقا فى زمن يعدم الحب
وعى :
اتخذ قرارا لا بد ان انقذ هذه الفتاه .. سافك قيودها .. احاول ان اتحرك من مكانى .. قدماى تزنان اطنانا .. لا استطيع الحركه .ز اشعر كأنى احترق معها.. انظر لها فى يأس .. وكأنها قرأت مايدور بذهنى وادركت محاولاتى الفاشلة لانقاذها .. منحتنى ابتسامة مشرقة .. بدت شديدة التناقض مع دموعها المنهمره ومع الموقف ككل .
انا اعرف هذه الفتاه .. ويبدو انها تعرفنى كذلك .. اين ومتى ؟
تقول لى بصوت حاولت ان تعلو به على الهتافات من حولنا .. " لا تحزنى .. لا تبكى .. فقد فعلتيها من اجل الحب "
يرتد الى وعيى .. نعم انا اعرف هذه الفتاة
انها ... انا !!!