صورة درويان جراى

بالرغم من قراءاتى المتعدده الا انى عندما اطرح على نفسى السؤال التالى

ما اعظم ما قرأت فى الادب الانجليزى؟

تكون الاجابه واحده لا تتغير ابدا

انها صورة دوريا ن جراى

للرائع ا وسكار وايلد

ربما

لأنى اؤمن بمبدئها فى اعماقى وادركه جيدا وان لم امتلك يوما عبقرية الكلمه التى تؤهلنى ان اخط هذه الفكره كما فعل الرائع وايلد

لذا - وارجو الا يكون ذلك فرضا لذوقى الشخصى لأصدقاء المدونه-

ان اقدم لكم الفكره والمضمون- لمن لم يقرأها- بأختصار اعلم انه مخل لأنى روعة القصه لا تكمن فى الفكره فقط بل فى الحوار كذلك وهو ما لا انقله هنا

-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

نبذه عن اوسكار وايلد

لن اقول هنا انه ولد يوم كذا وتوفى يوم كذا

فأنا اعتقد ان الانسان لا تقاس حياتة بسنوات عمره

بل بمقدار ما حققه فى هذه السنوات

لذا اكتب عن بعض احداث حياته الحافله

نقطة الانطلاق :

تعد اولى خطوات وايلد فى عالم الادب هى الوقت الذى كتب به قصة ( شبح كانترفيل )واصداره لمجموعة قصص خياليه تسمى

( الامير السعيد وقصص اخرى )

ثم اصدر بعد ذلك معشوقتى الخالده ( صورة دوريان جراى ) وبسبب رائعته هذه ومغزاها ومجرى احداثها استقبلها الناس بالعداوه والهجوم الشديد – لا تنسى اننا هنا فى القرن التاسع عشر –

وبسبب هذا الهجوم علا نجمه واشتهر حتى انه استطاع تثبيت اسمه كأحد اهم كتاب المسرح الانجليزى

حينما قدم على مسرح ( سانت جيمس ) روايتة ( مروحة الليدى وندر مير )

واعتبر النقاد ان اهم اعماله هى ( اهمية ان تكون جادا) و ( سالومى )

نقطة الانكسار :

بعد ان اشتهر الرجل وعلا نجمه تحول الى طريق الرذيله واصبح له العديد من الاصدقاء السيئى السمعه الذى ساعدوا فى انزلاقه اكثر واكثر بالمستنقع الذى هبط اليه

بدايه النهايه :

قدم اوسكار وايلد للمحاكمه فيما اشتهر بأسم محاكمة ( كوينز برى )

واستخدم معرضوه ومهاجموه روايته ( صورة دوريان جراى ) ضده كدليل لأثبات فساده وانحلاله

وصدر عليه الحكم لمدة سنتين بالشغل مع الاشغال الشاقه

وبعد خروجه من السجن لم تنشر له اعمال ذات اهميه

وانتهت حياته بسبب اصابته بالحمى الشوكيه الناجمه عن التهاب فى الاذن الوسطى

ودفن فى باريس فى مونماتر عام 1900

كلمات خالده لاوسكار وايلد

Arguments are to be avoided; they are always vulgar and often convincing.

Arguments are to be avoided; they are always vulgar and often convincing.

______________________________________________________________________

الشخصيات الرئيسيه بالقصه

1 – دوريان جراى

2- اللورد هنرى

3 – الرسام باسيل

4 – البائسه سيبل

الان نتكلم عن القصه بالاختصار المخل الذى ذكرته

درويان جراى هو شاب رائع الجمال وجهه النقى يخبرك انه خالى تماما من الاثام والذنوببل وربما من العقل كذلك

جميعنا نحمل اثار خطايانا على وجوهنا وفى اعيننا اما هو فكأنه خلق فى التو واللحظه

ينبهر بجماله ونقاءة الرسام الفنان باسيل فيصر ان يرسم له صوره وبالطبع ينبهر الفتى بالعرض ويقبل

تربط باسيل الرسام علاقة صداقه باللورد هنرى الذى يظن انه يملك الاجابه على كل شئ

يرى اللورد محاولات باسيل الاوليه للوحه فيتمنى ان يقابل الوجه خلف اللوحه ويرفض باسيل ذلك لقلقه من انجذاب الفتى الى افكار اللورد الغريب ولكن القدر يتدخل وتلعب الصدفه دورها ويلتقى الاثنان بمرسم باسيل

يبدأ اللورد هنرى الحديث مع الفتى وينجذب الفتى الى كلمات اللورد وافكاره التى بدت لفتى ببراءته مبهره للغايه

ويصارحه اللورد بالاتى : انت الان سعيد لأنك تملك الجمال – الشباب – لكن انتظر حتى يتجعد وجهك ويشيخ – عندها ستعلم معنى الالم والحسره عندما تدرك قيمة ما فقدته

يشرد الفتى فى كلمات اللورد ويشعر بها تمس اعماقه

وحينما يضع صديقه الرسام اللمسات الاخيره للوحه

يرتسم على محيا الفتى تعبير هو مزيج من الحزن زالاستياء

ويبهت صديقه الفنان من رد الفعل الغير المتوقع ويتساءل : الا تعجبك اللوحه ؟وفى هذه اللحطه يظهر تأثير كلمات اللورد على الفتى

الفتى يكره اللوحه يحقد عليها

ويخبر صديقه الفنان ان اللوحه ستحتفظ بجمالها على مر السنين لن تشيخ لن تتجعد بينما هو سيكبر قى السن ويشيخ ويتجعد وستطل اللوح شاخصه امام ناظريه على مر الزمن لتذكره بجمال كل ما امتلكه يوما ويفقده يوما بعد يوم

وفى هذه اللحظه بلقى بأمنيته المجنونه

انه مستعد ان يمنح روحه للشيطان على ان تشيخ اللوحه وتتجعد بدلا منه

ويبكى الشاب الطفل حتى يشعر صديقه الرسام انه ارتكب خطيئه برسمه هذه اللوحه وعندما يهم بنمزيقها يخبره الفتى ان لا . لا تفعل

ويصمم على ان يأخذ اللوحه منزله

والى هنا تعود الامور تدريجيا الى نصابها بعد ان اكتسب الفتى صديقا حميما هو اللورد هنرى ومع مرور الايام يقع درويان جراى فى حب فنانه من فنانات مسارح الدرجه الثالثه تسمى سيبل يهيم بها حبا وعشقا بالرغم من الاختلاف الطبقى بينهم

يراها كقديسه مبعوثه من السماءوبالطبع لم يكن من الصعب ان تهيم الفتاه بحبه هى الاخرى وتدعوه دائما بالامير الوسيم

بعد ان رأت فيه اميرها وفارسهاولانها لا تملك سواة تقدمه له اعطته قلبها كاملا بلا قيود او خوف ومن مدى عشق الفتى لها يخطبها

ويذهب ليخبر صديقه العتيد اللورد هنرى

يعلن اللورد استياءه من الخبر ويعلن له اراءه الصادمه فيما يسمى بوهم الحب

لكن دوريان جراى الذى يذوب عشقا يرفض فى هذه المره الاستماع لصديقه ويطلب منه ان يأتى معه ليرى سيبل لعله يغير رأيه عند رؤيتها – ينبهر اللورد بجمال سيبل على المسرح ولكنه يراها فاشله كممثله ولعجبه يوافقه درويان جراى فى الرأى ويخبره انه لا يعلم ما دهاها الليله

ويذهب لها بغرفتها بالمسرح ويواجهها برأيه بمنتهى القسوة

وتخبره البائسه المحبه بالسبب الذى جعل اداؤها يتدهور

تخبره ان السبب فى انهيار اداءها هو حبه

فهى قبل ان تحبه كانت تعيش العاطفه المسيطره على الدور بكل جوانحها لأنها محرومه منها على ارض الواقع

تتقمص الشخصيه لا تؤديها

اما حينما وجدت متنقسا لعواطفها على ارض الواقع اصبح اداءها خاليا من العاطفه

لانها على ارض الواقع تعيش بالفعل اقوى العواطف

اصبحت تؤدى الدور لا تعيشه

وهنا يعلن دوريان جراى انه فقد حبه لها وانه احبها كفنانه اما الان وبعد ان فقدت فنها لصا لح حبه فهى لم تعد تمثل له اكثر من دميه ذات وجه جميل

تحاول ان تستعطفه – تعده بأنها ستحاول

وتنهار البائسه عند قدميه

ولا تعلم اى ذنب جنت لتحصل على هذه القسوه سوى انها احبت بصدق

لكن دموعها لا تحرك قلبه - باردا كالثلج – قاسيا كالصخر يتركها باكيه على ارضيه حجرتها ويندفع خارجا

وفى الصباح يستيقظ درويان جراى وكأنه لم يرتكب اثما

كأن البائسه التى مزفها بتصرفاته الامس وطعنها بألف خنجر بكلماته هى المسؤله عما اصابها لأنها احبته بصدق

وهنا يلفت نظره شيئا ما قى لوحته المعلقه على الجدار بغرفته

يشعر ان هناك نوعا من القسوه ظهر فى زمة الشفتين وحولهما

يحاول ان يقنع نفسه ان هذا وهما الا ان فكرة ما تتسرب الى ثنايا عقله وتعود به الى امنيته المجنونه ان تحمل اللوحه اثامه عنه

ويراجع الفتى احداث الليله الماضيه بعقله ويشعر كم كان قاسيا مع سيبل الرقيقه

ولكن كعاده كل مخطئ فى التبرير لنفسه يقنع نفسه ان هذا كان رد فعل طبيعى منه لأنه عاش قرونا من المعاناه و العذاب فى الثلاث ساعات التى شاهد فيها اداءها المتدهور على المسرح وحتى يتخلص من احساسه الؤلم بقسوته جلس ليخط لها خطابا متهما نفسه بالخبال خاطبا ودها حتى اعادت كلماته الرقيقه اسم سيبل يتردد بأعماقه من جديد وان الكون كله يتنفس معه اسم سيبل من جديد ويردده معه بعد موجة القسوه التى عربدت بأعماقه تجاهها

وعقد العزم على ان يزورها ليلا فى المسرح

وامضى نهاره هادئ البال واخذ قيلوله بفتره الظهيره ثم افاق مذعزرا خوفا ان يكون المساء د حل ولم يذهب لسيبل

وهنا يدخل اللورد هنلرى حجرته ويخبره ان ما حدث لم يكن خطأه وانه لا يجب ان يلوم نفسه وانها هى المسؤله عن ما حدث لها

يقاطعه الصبى ويخبره انه يحب سيبل وانهما اتفقا على الزواج منذ يومين وانه لن يتخلى عنها ابدا وسوف يتزوجها كما وعدها

وهنا يرمقه اللورد بعيون مفتوحه ويسأله : اذن انت لا تعلم بعد

ويتساءل الصبى : اعلم ماذا

ويلقى اللورد بقنبلته: سيبل ماتت

وتخرج صرخه مكتومه من بين شفتى الفتى لا تدرك ان كانت حزنا ام ذنبا

ويخبر اللورد ان كيف

ويلقى اللورد بقنبلته الثانيه : انتحرت – ابتلعت احد المواد السامه وماتت

ينهار الفتى ويبكى ويشعر انه بقسوته كأنه هو من اقحم الماده السامه فى حلقها وكعاده اللورد فى الاراء الصادمه يخبره ان انتحار سيبل له اهميه ومغزى لأنه سيجعله يعيد التفكير من جديد فى اراءه عن الحب والرومانسيه و المرأه

لأنه وجد امرأه تصل لحد العشق الاقصى حتى انها تخلت عن حياتها عندما فقدت عشقها هذا

ويخبره الا يمكنه ان يبكى سيبل الانسانه فهى لم تحيا قط فى عالمنا لكن يمكنه ان يبكى سيبل الفنانه التى كانت تعيش فى الادوار التى تقدمها - وان ما يهتم به الان هو الا يذهب درويان جراى الى المسرح حتى لا يظهر اسمه بالتحقيقات وخاصه ان احدا لا يعرف اسمه الفعلى لأن سيبل اعتادت ان تناديه بالامير الوسيم

ويقرر الفتى ان يأخذ بنصيحة صديقه الحكيم وان ينسى سيبل ويعتبرها مجرد ممثله عظيمه ظهرت على مسرح الحياه لتظهر روعة الحب القصوى- ويعرض عليه اللورد الذهاب معه الى الاوبرا ليتعرف على شقيقته وصديقاتها وخلال ساعه يكون درويان جراى جالسا فى الاوبرا ناسيا وجود من تدعى سيبل

وفى نهار اليوم التالى يزوره صديقه الفنان باستيل ويخبره انه قرأ نبأ وفاة سيبل فى الصحف وكان يخشى على الفتى ان يواجه موتها بالانتحار هو الاخر

فأتى ليشد من ازره ويشاركه احزانه

ويصدم الرسام من قسوة وبرود الصبى عندما يخبره انه لا يريد ان يتذكر الماضى وان مافات فات وانتهى

واخذ يقص له احداث اليوم السابق فى الاوبرا – كاد الرسام ان يجن من التغير الذى طرأ على الفتى

وتساءل : اكنت تستمع الى الاوبرا و حبيبتك ترقد بارده فى مشرحه ما ؟

ويكون الرد القاسى كالموت : القوم سطحيو التفكير فقطهم من يحتاجون الى اعوام للتخلص من عاطفة تربطهم بشخص ما

الانسان هو الذى يستطيع ان ينسى حزنا بالسهوله التى يخلق بها فرحا

وهو ان يكون عبدا للعواطف - العواطف وجدتك لنتحكم بها كى نستمتع

ظل الرسام الطيب الفلب يؤمن ان برود الفتى وقسوته هى نوغ من الصدمه العصبيه الذى سرعان ما يفيق منها لتبرز مشاعره الحقيقيه

ويلمح الرسام الستار الذى وضعه درويان على لوحته فيشعر بالاهانه ويريد ان يزيح الستار يمتقع الفتى ويهدد الرسام انه ان ازاح الستار فسيعنى ذلك فقدانه لصداقته للابد – يتراجع الرسام عن ازاحة الستار ويخبره انه لن يخسر صديقا من اجل لوحه وينصرف من منزل الفتى شاعرا ان صداقتهما قد اصابها شرخ قد يستمر للابد- بعد هذا الموقف قرر درويان جراى ان يحتفظ باللوحه فى مكان بعيد عن اعين الناس – اتى بخدمه فى الصباح لعد ان قام بتغطية اللوحه بعنايه ووضعها بغرفه غير مستخدمه بالطابق العلوى هو وحده يملك مفتاحها - وعندما وجد الاخبار تملأ الصحف عن مقتل سيبل مزق الجريده والقاها بعيدا

كان يشغله فى الايام التاليه كتابا مسموما ارسله له صديقه اللورد –كتاب يتحدث عن رجل يعيش بباريس فى القرن التاسع عشر يحاول ان يعيش خلال عمره كل افكار وشهوات القرون الغابره ويغوص الكتاب فى ا حط وادنئ الرغبات والشهوات الى اعمق المشاعر الصوفيه كان مكتوبا بأسلوب دس السم فى العسل – ووجد درويان نفسه فى هذا البطل واعتنق حياته

واصبحت اللوحه الموجوده بالاعلى هى مرآة روحه ينساها بالاسابيع ويعود اليها ويدرك مدى الفساد الذى اصاب روحه ويرى الشر والتجاعيد تزحف على وجهه فى اللوحه ثم ينظر الى المرآه ليجد وجهه بكل طهارته ونقاوته يطل ساحرا عليه فيبتسم

لم يكن يهاب المرايا كمن تحمل نفسه اثاما بل كان يعشقها يعلم انه سيظل نقيا –بريئا- ساحرا- كانما خلق لتوه

وبدأت الاقوال فى الانتشار عن سلوكه وطابع حياته الغريب وكيف انه باع روحه للشيطان حتى لا يشيخ ابدا

ولكن عندما يراه من ينثرون تلك الاقاويل يتراجعون عن كلامهم فورا فوجه كهذا لا يرتكب اثاما ابدا – وجها كهذا لا يتعمل مع الشيطان بل مع ملائكه النعيم – كان يسعده هذا ويزيد من ثقته بنفسه وفى عيد ميلاده الثامن والثلاثينكان عائدا الى منزله ليلا ثم سمع صوتا يناديه اذا به صديقه الفنان باسيل – حاول تجاهله والمضى فى طريقه الا ان باسيل اندفع وراءه عدوا واخبره انه انتظره بمنزاه للتاسعه مساء لكنه لم يعدوانه يريد الحديث معه فى موضوع غير قابل للتأجيل لأنه سوف يسافر لمدة سته اشهر

مضطرا –عاجزا عن التهرب – اصطحبه درويان لمنزله- وهناك واجهه باسيل بالاقوال التى تتناثر حوله انكر درويان كل ذلك

ولكن باسيل اخبره ان ما يسمعه هو مجرد اقاويل وما يردده عليه درويان مجرد اقاويل ولن يعلم احد الحقيقه الا الله لأنه وحده الذى يستطيع ان يرى روحه – وهنا تجمد درويان واخبره انت الاخر يمكنك ان ترى روحى – تعجب الفنان –

فأخبره درويان انه يحتفظ بمفكره بالدور الاعلى بها كل ما فعله حتى الان فى حياته وانه سوف يجعله يطلع عليها واردف : اعدك انك لن تضطر الى القراءه طويلا – وتبعه الرسام الطيب القلب – واشار له درويان ان يكشف اللوحه ففعل

وندت من فمه صرخه قصيره – وهو يرى مدى الخراب الذى لحق باللوحه ظل يدمدم ويحاول ان يقنع نفسه بأن الطحالب او الرطوبه

هى التى ادت لفساد اللوحه – وكان درويان سعيدا وهو يرى دمار صديقه النفسى وهو يعلم انه توصل الى نفس ما توصل اليه ان الصوره تعكس فساد روحه وتحمل اثانه – كان سعيدا انه يستطيع ان يلوم صديقه على انه هو من افسد حياته بلوحته

وبدأت الكراهيه تتسرب الى نفسه تجاهه صديقه ووجد يده تمتد الى سكين منسيه فى الحجره منذ سنوات ويرفع يده من خلف صديقه الذى لايزال يقف مبهوتا امام اللوحه ويهوى بها واستمر فى الطعن حتى سكت الانين وسكن الجسد البشرى عن الحركه للابد

يغادر الغرفه فى هدوء ويغلق بابها خلفه بالمفتاح وينسل الى اسفل لينام وفى الصباح التالى يقوم بالاتصال باحد الاصدقاء القدامى المعروف عنه ولعه بالتجارب الغريبه والكيماويات و الذى فقده بسبب تناثر الاقوايل حوله وبالرغم من ذلك يأتى الصديق ويخبره درويان ان هناك جثه بالاعلى يريد التخلص منها يبهت الصديق ويحاول درويان ان يخبره انه صديق انتحر فى منزله لكنه يرفض ان يصدقه

وهنا يلجأ درويان للوسيله الاخرى – يخبره ان هناك خطاب معين سيصل الى شخص مهم قد يتسبب فى اذاه كثيرا اذا رقض المساعده

وهنا يرضخ الصديق ويخط ورقه عليها المواد المطلوبه التى سيشتخدمها للخلاص من الجثه

ويبعث درويان فى طلب المواد ويصعد بصديقه الى اعلى ومعه المواد المطلوبه ويتركه مع الجثه ويتجه لاسفل وفى خلال خمس ساعات

ينتهى الصديق من عمله ويصعد درويان جراى الى اعلى ويشغر بالارتياح لأختفاء الجثه وان حل بدلا منها رائحة حمض النيتريك الحارق ويلمح اللوحه المكشوف عنها الستار ويفاجأ بالتغيير المريع بالصوره التى ظهرت بها بقعه حمراء على اليدين لها اللون المميز للدماء تتساقط منها الدماء حتى لتكاد ان تدمى قماش اللوحه من فرط واقعيتها

ويمضى درويان ايامه التايه فى التردد على الاماكن سيئة السمعه واتباع شهواته ولذاته وبينما هو خارجا من احد هذه الاماكن يفاجأ بيد تطوق عنقه وفوهة مسدس تلتصق برأسه و صوت يخبره ان امامه دقيقه واحده للصلاه على روحه ويخبره انه اخو سيبل وانه يعلم انه من تسبب فى قتل اخته لنفسها لأنه سمع الغانيه بالداخل تناديه بأسم الامير الوسيم وهو نفس الاسم الذى كانت تستخدمه تستخدمه اخته فى التحدث عن خطيبها وهنا تخطر ببال درويان جراى فكره شيطانيه

قيسأل الرجل : منذ كم سنه ماتت اختك ؟

فيخبره منذ ثمانية عشر عام وهنا يطلب درويان من الرجل ان يواجهه ويتأمل بوجهه فعل الرجل ذلك ثم بهت عندما طالعه وجه شاب لا يتجاوز العشرين من عمره بل هو تقؤيبا فى عمر سيبل حين ماتت سبعة عشر عاما – ويلهج لسان الرجل بالاعتذار لدريان ويقبل درويان الاعتذار فى شمم ثم يمضى فى طريقه

ويرتفع صوتا نسائيا خشنا من خلف اخو سيبل يتساءل : لماذا لم تقتله – انه يملك نقودا كثيؤه – وهو الشر ذاته لماذا ابقيت على حياته ؟

ويخبرها الرجل انه لا يبغى نقودا هو فقط يؤيد ان ينتقم من الرجل الذى تسبب فى موت اخته – وتخبره الغانيه انه هو – لكنه يرقض ان يصدقها –قائلا : ان اريد حياة رجلا غلى مشارف الاربعين اما هذا فهو الى الصبيه اقرب

ضحكه ساخره حزينه تنطلق من حلقها وتقول له : الى الصبيه اقرب كان الامير الوسيم صبيا منذ سبعة عشر عاما حينما جعل منى ما انا عليه الان – لقد باع روحه للشيطان حتى لا يشيخ ابدا

الرجل يكاد يجن – يعدو الى الشارع الذى اتجه اليه درويان لكنه يجده خاليا

فى الايام التاليه بدأ درويان يشعر انه مراقف – ان هناك من يتيعه و اصابه ذلك بالرعب – وفى اخد الايام وهو بنادى الرمايه

وفى وسط مرحله صيد المخلوقات البائسه المتمثله فى الارانب – انطلقت صرخه بشريه من بين الاشجار وعلم الكل ان طلقه طائسه اصابت متسللا مختبئا بين الاشجار – وحينما لمح درويان الجثه علم ان الحظ لا يزال بجانبه اذا ان القتيل المتسلل كان هو اخو سيبل

ابتهج درويان شعر بالخلاص من متعقبه وقرر ان يمضى بعض الايام فى الريف الانجليزى وعند عودته اتجه الى صديقه اللورد هنرى ليخبره عن ما اطلق عليه اعماله الحسنه الصالحه فى الريف وقص عليه الاتى انه قابل فتاه تشبه سيبل احبها واحبته واتفقا على الهروب سويا فى الفجر لكن هو تركها وحيده وسافر لأنه يحبها ولا يريد ان يفسد نقاءها وبراءتها بأن تهرب معه

يتعجب اللورد من ان يطلق درويان على ما فعله فعل صالح ويخبره كيف ان تحطيمك لقلب هذه الفتاه البريئه يعد عملا صالحا ؟ويجيب درويان اللورد لأن عمله يعد تضحيه بالنفس فهو فد سحق قلبه وتخلى عن حبه من اجل ان تظل الفتاه على نفاءها وبراءتها

ومره اخرى يتساءل اللورد وكيف تضمن انها لن تقوم بما قامت به سيبل وتقتل نفسها لأنك هجرتها ؟

يرفض درويان ان يستمع ان اللورد ويراه يحاول ان يفسد عمله الصالح الذى تطلب منه التضحيه بالذات وعندما يجد اللورد صديقه غير قابل للاقناع يتشعب بهم الحديث الى مواضيع اخرى ختى يذكر اللورد ان الشرطه تبحث عن باستيل الرسام صديقهما لأته مختفى ؟

وهنا يتساءل درويان : ماذا ان قلت لك انى قتلته ؟

يسخر اللورد منه ويرفض ان يصدق ذلك

يعترى الحزن زالكآبه روح دوريان ويطلب من صديقه الطلب الاتى : لقد اقرتضتنى من ما يقرب من السبعة عشر عاما كتابا مسموما سمم حياته – اريد وعدك الان الا تقرضه لمخلوق اخر

ويكون رد اللورد : لا توجد كتب مسمومه – الفن لا يؤثر على الافعال بل يحبطها

انت فقط من سأمت الاثام من كثرة ما ارتكبتها فأصبحت واعظا تنهى عنها

يزداد درويان جراى احباطا وكآبه ويغادر منزل اللورد ويذهب لمنزله يتأمل اللوحه ويتذكر كم من الحيوات افسد وكم من النفوس دمر ومره اخرى بدلا من ان يلوم نفسه على الاختيارات التى اختارها بحياته بدأ يلوم اللوحه انها هى التى افسدت حياته

وعندما امعن النظر فى الصوره بحثا عن التأثير العكسى فى الصوره بعدما طهر روحه بعمله الصالح مع الفتاه شبيهة سيبل

وجد ان الصوره ازدادت خبثا وشرا وظهرت مسحة نفاق واضحه وخبث فى العينين وازدادت تجاعيد القسوه حول الشفتين

وبدا ان بقعة الدم فى الصوره تضخمت مساحتها وازدادت احمرارا

بدأت الكراهيه تنمو فى اعمافه تجاه الصوره ولمح السكين التى قتلت يوما الرسام ووقر فى ذهنه انها ذاتها التى ستقتل الرسم

وان عندها فقط سوف يستعيد نقاء روحه عندما يقتل الماضى ويعيش فى امان

ارتفعت يده عاليه وهوى على قماش اللوحه بالسكين ورددت جنبات المنزل صرخه بشعه

صرخة الم مريعه جعلت خدم المنزل يهبون من نومهم مذعورون وتتسابق اقدامهم للوصل الى الغرفه بالطابق العلوى

الغرفه التى صدرت منها الصرخه – كان الباب موصدا من الداخل – تعاونوا على كسره

وحينما دخلوا الغرفه طالعتهم صوره رائعة الجمال لسيدهم كما اعتادوا ان يروة فى كل السنوات السابقه

وعلى الارض تكومت جثه تحمل وجها مجعدا شريرا لم يروه من قبل ولم يستطيعوا تحديده فى البدايه

فقط حينما لمحوا الخاتم بأصبعه

عرفوا من هو صاحب الجثه

انه سيدهم

درويان جراى