
بدأت تشعر بوخزات قوية متتالية فى جميع مسام جسدها .. كأن هناك كيانا ما حبيسا بداخلها يرغب فى التحرر .. تعرف هذا الشعور وتدرك جيدا معناه .. انها تشتاقه .. كل خلية بجسدها .. ترغب فى التحرر لتذهب اليه .. تشعر بالفعل من شدة الوخزات ان هناك كيانا ما يتحرر من داخلها .. كيان لا مادى .. كيان حر .. قادر على اختراق الجدران .. قادر على تخطى كل الحواجز للوصول الية ..
وبالفعل يخترق الكيان الجدران .. يحلق فى السماء .. ذاهبا اليه .

يخترق جدران حجرة نومة .. ويتأمل الجسد النائم فى حنان .. ولأن هذا الكيان جزء منها .. فهى تشعر بما يشعر بة .
فتشعر بحنان غامر فى اعماقها وتبتسم لهذا النائم المتخذ الوضع الجنينى .. الذى تدرك جيدا انه يفضله كما تفضله هى .
يجلس الكيان اللا مادى على طرف الفراش .. ويمد يده يمسد شعر النائم فى حنان جم .. يشعر الكيان بشئ ما فى راحة يده .. وتشعر هى الاخرى بنفس الشئ.. بينما ترتسم ابتسامة على شفتى الغارق فى نومه .. فيبدو اقرب ما يكون الى براءة الاطفال .
.. يخترق الكيان الجدران محلقا اليها من جديد .. وتشعر من جديد بالكيان يعود ويمتزج بخلاياها .. ثم تشعر بشئ ملموس براحة يديها .
تنظر فى دهشة الى راحة يدها. .. وتشعر بسعادة جمة. .. تجد عدة شعرات .. تقبلها .. لأن هذة الشعرات هى اغلى ما امتلكته يوما .. بل هى اغلى لديها من كل كنوز الكون .