تخاريف

تائها .. مشتتا .. حائرا... اراك .. اشعر بك... واشعر بقبضه بارده تعتصر قلبى .. لانى اريد ان امد يدى واساعدك .. لكنى لا استطيع .. انت لا تسمح لى .. ان اكون سندك .. ان اكون العقل الذى تلقى عليه قلقك وحيرتك .. لا تسمح لى حتى ان اكون الصديق الذى يساندك فى لحظات ضعفك وتشتتك ..

اود ان القى لك بطوق النجاة الابيض الذى سوف ينتشلك من وسط الجليد الذى بدأ يتراكم فى المياه .. اود ان انتشلك من امواج الحيره المتلاطمه .. ان اذوذ بك عن انياب اسماك القرش التى سوف تتلذذ بطعم تشتتك ..

اود ان امنحك جزيره دافئه .. تزيل الجليد الذى اخذ فى التراكم باعماقك .. وبدأ فى التجمع على السطح بصورة قسوة ... وانت لا تدرى او لا تهتم .. حقا لا اعرف ؟!

اريدك ان اشاركك امالك واحلامك ..التى تدرك انت جيدا انها لا تختلف عن امالى واحلامى كثيرا .. اريد ان اشاركك طموحاتك وحتى لحظات يأسك ..اريد ان اكون بجانبك فى كل مكان .. لحظات الثوره ... ولحظات الاعتصام .. لحظات الجنون والمجون .. وحتى لحظات العربده.

يوما ما وجدت انى قادره ان امنحك كل هذا ... وفى اليوم التالى قررت انه لم يكن انا !

تعصف التساؤلات بذهنى : كيف لم يعد انا ؟

انه انا انا مازلت بنفس افكارى التى تعتنقها او اعتنقها او يعتنقها كلانا !

انه انا بذات روحى ونزقى وجنونى .. انا لم اصبح انسان مختلف ... ولم احمل افكارا مختلفه ولم امنحك وهما او كذبا ..انه انا .. ما زلت انا .. انه انت من لم يعد انت .. انت من ترانى بمنظور مختلف ... بدون ان ادرك انا ما الذى اختلف ؟!

انه انا انت وانت انا .. ما زال كلانا نسخة الاخر الجينيه .. وانت لا ترى ذلك او ربما ترفض ان ترى ؟!

ربما ترى انه ليس اتفاقا روحيا .. او هذا ما تردده على مسامع ذاتك ... اذن اعترف انه اتفاقا فكريا على الاقل... وهذا وحده كفيل باقامة صداقه ناجحه .

لماذا ؟ ... لماذا تصر على ان تغلق كل باب ... ثم تجلس بخلفه تبكى .. دون ان تسمح لاحد ان يرى دموعك تلك.. لم اراها .. نعم .. لكنى اشعر بملوحتها على وجهى !

مشتت انت وتائه ... تبحث عن الثبات ... لكنك ترفض من يريد ان يمنحك اياه ... فماذا نفعل ازاء هذا التناقض ؟

تقول ان كل السدود قابله للانهيار... فلما لا ينهار اول ما ينهار السد الذى بنيته بيننا ؟

انا لا اعرض عوده حب دفنته انت ... وصلينا عليه معا ... دون ان يجروء احدانا على مصارحه الاخر ... انه ربما لم تنزع منه كل مقومات الحياة ...ولم يحن موعد دفنه والصلاه عليه بعد .!

انا فقط ابغى ان اكون بجانبك .. باى صوره ترتضيها ... صديقه .. زميله ... حتى وان اردتنى ان اكون محراب بكاءك.. وحتى ان لم تتذكرنى الا فى لحظات يأسك او ضعفك ... ساكون سعيده ان اقوم بهذا الدور.. فقط استمرار وجودك بعالمى يكفينى .

هذة اللوحه تسمى
Comforting
من
purple art gallery