ويستمر الحلم

بسريرها تتخذ الوضع الجنينى الذى تفضله.. املا فى ان تحظى بأمان مفقود ... تحدق بالحائط المقابل لها .. و تحلق لعالمها من جديد... تفتقد الامان والحب ... فتهرع الى عالمها بحثا عنه ... وتعلم انه حتما لملاقيها هناك ... ما جدوى عالمها اذن ان لم تستطيع لقاءه؟

وبالفعل .. تجده ينتظرها هناك .. وابتسامته تحمل الف الف معنى ... وكعادتها .. لا تنتظر الكلمات .

تعدو باتجاهه فورا... ولما لا تترك لمشاعرها العنان ... لا تحتاج هنا ان ترتدى الاقنعه .. مشاعرها كلها تلقائية .. ما يعتمل بداخلها هو ما بخارجها .. ومن جديد تلقى بكيانها كله بين ذراعيه .. تشبع كفيه تقبيلا ودموعا.. وتهمس له وجسدها يرتجف بين ذراعيه .. افتقدتك .. افتقدتك جدا .. طالت غيبتك طويلا جدا هذه المره .

وتنهمر اسئلتها مع دموعها .. لماذا ابتعدت كل هذا الوقت ؟.. اتعاقبنى – و على ماذا ؟

يحتويها بين ذراعيه .. ويهمس لها .. فقط اعابثك.. اريد ان ارى كم ستشتاقين الى .. ترمقه بنظرة صامته طويله تحمل كل انواع العتاب .. يضمها بقوه اكبر كانما هو يعلن اعتذاره عن المداعبه الثقيله .. ومع حنان لمسته .. تنسى العتاب .. وتنسى غيابه الطويل عنها .. يهرب منها كل شئ .. الا انها الان بين احضانه .. لو تستطيع .. لو كان بأمكانها .. لجمدت هذه اللحظه فى عمر الزمن .

ولما لا؟ .. اذا كان كل ما تريده هو ان تظل بين احضانه الى ابد الابدين .. يحدق بوجهها .. ويمد يده ليمسح دمعه شارده على وجنتها .. ومع ملامسة اصابعه الحانيه لوجهها .. يرتجف جسدها بأكمله .. كأنما احساسه كله تجمع عند اطراف اصابعه التى تلامس وجهها .. ومنها انتقل اليها وسرى بكيانها مسرى الدم .

لمسته الحانيه تلك .. كانت تصرخ .. احبك .. اشتاق اليك .

ترتجف اكثر .. حتى لتكاد ان تكون كالعصفور المبيتل بين يديه .. ودار بذهنها خاطر غريب .. كيف ترتجف وهى تشعر بكل هذه النيران باعماقها ؟

ولكنها لا تملك جوابا .. فقط يكفيها روعة الاحساس .. ولتذهب الاسئله والاجوبه الى الجحيم .. ومع شعوره بدقات قلبها بين احضانه .. ومع ارتجافتها المتكرره بين ذراعيه .. ومع نظرة الحب والشوق العارمه فى عينيها .. يميل بوجهه عليها .. ويقترب بشفتيه من شفتيها.. وتستعد هى بكل جوانحها للحظه المقبله .. تغمض عيينها فهى لا تريد ان ترى فقط تريد ان تشعر.

ثم يشق السكون ذلك الرنين المزعج .. الرنين الذى اخترق لحظة الدفء تلك كنصل ثلجى بارد .. انتفضت بشده حتى انها كادت ان تهوى من فوق سريرها ارضا .. نظرت الى الهاتف بمقت شديد .. وهى تفكر .. لماذا لا يكتمل الحلم يوما ؟

لماذا يوجد دائما من ينتزعها من احضانه ؟

ولكنها بعنادها المعهود تقرر .. ستظل تحلم .. يوما ما سيكتمل الحلم ويتحقق .. ويوما ما ستظل بين ذراعيه للأبد .. ولن يستطيع ايا كان على انتزاعها من احضانه .. كما لن يستطيع ايا كان من انتزاعه من اعماقها